نافذ لا محالة ، ومن هذا ما أوعدتم به ، قال ابن عباس : يريد لا رادّ لحكمه
ولا ناقض لأمره ، فلا يتعذر عليه شىء يريد أن يفعله ، كما تقول فى الشيء الذي لا
شك فى حصوله : هذا الأمر مفعول وإن لم يفعل بعد.
والخلاصة ـ إنه
يقول لهم : أنتم تعلمون أن وعيد الله للأمم السالفة قد وقع ولا محالة ، فاحترسوا
وكونوا على حذر من وعيده لكم.
يقال افترى
فلان الكذب إذا اعتمله واختلقه ، وأصله من الفري بمعنى القطع ، وتزكية النفس مدحها
، قال تعالى «فَلا
تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى» والظلم النقص ، والفتيل : ما يكون فى شق نواة التمر
مثل الخيط ، وبه يضرب المثل فى الشيء الحقير كما يضرب بمثقال الذرة ، قال الراغب :
الإثم والآثام اسم للأفعال المبطّئة عن الثواب : أي عن الخيرات التي يثاب المرء
عليها ، وقد يطلق الإثم على ما كان ضارّا.
المعنى
الجملي
بعد أن هدد
سبحانه اليهود على الكفر وتوعدهم عليه بأشد الوعيد كطمس الوجوه والرد على الأدبار
، ثم بين أن ذلك الوعيد واقع لا محالة بقوله : وكان أمر الله مفعولا.
ذكر هنا أن هذا
الوعيد وشديد التهديد إنما هو لجريمة الكفر ، فأما سائر الذنوب سواه فالله قد
يغفرها ويتجاوز عن زلاتها.